لبنى العليان: ملكة الكرم الاستثماري ورائدة التنمية البشرية كممثل للمرأة العربية
بقلم: ناصر السلمان
لصالح: الموسوعة العالمية للكرم
1. المقدمة: أيقونة القيادة وإعادة تعريف “الكرم”
في فضاء “الموسوعة العالمية للكرم”، التي تحمل “رسالة سامية تهدف الى تعزيز الترابط والتعاون العالمي” 1، وتُعرّف الكرم بأنه “قيمة إنسانية رفيعة تُمثِّلُ أساسًا من أسس النُّبْلِ والشهامةِ” 1، يبرز اسم الدكتورة لبنى بنت سليمان العليان كنموذج فريد يستحق التحليل والدراسة. إن إدراجها ضمن “ملكات الكرم” 1 لا يأتي فقط تقديراً لعطائها المادي، بل هو اعتراف بنهجٍ متكامل وفلسفةٍ عميقة حوّلت مفهوم “الكرم” من عمل خيري تقليدي إلى “استثمار استراتيجي” منظم ومستدام، يهدف في جوهره إلى “التنمية البشرية” وتقديم “خدمات إنسانية” [User Query] ذات أثر مضاعف.
تتجاوز مسيرة لبنى العليان، المعروفة بقيادتها لـ “مجموعة العليان المالية” 2 وكونها أول امرأة ترأس بنكاً سعودياً 3، حدود عالم الأعمال والمال. إنها تجسيد حي لرسالة الموسوعة السامية، حيث لا يقتصر كرمها على الدعم المحلي، بل هو “أداة لتعزيز الترابط العالمي” 1 بامتياز. يتمظهر هذا الترابط من خلال شبكة معقدة من الأدوار التي تلعبها، فهي تعمل كجسر معرفي يربط بين أرقى المؤسسات الأكاديمية العالمية، كعضويتها في مجالس أمناء جامعة كورنيل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) 5، وبين مراكز الابتكار الإقليمية التي ترعاها، مثل “معهد سليمان العليان للابتكار” في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) 7 و “كلية العليان لإدارة الأعمال” في بيروت.8
سيحلل هذا المقال كيف أن “الكرم” في نموذج لبنى العليان يتخذ أبعاداً غير ملموسة ولكنها أكثر تأثيراً: إنه “كرمُ الوقت” المبذول في مجالس الأمناء المتعددة، و “كرمُ الفكر” المتمثل في دعمها لـ “مؤسسة الفكر العربي” 9، و “كرمُ بناء الأنظمة” عبر تأسيس برامج رائدة لتمكين المرأة.10 إننا بصدد تحليل “الكرم” كفعلٍ من أفعال “الهندسة المجتمعية المستدامة” التي تهدف إلى بناء الإنسان والمؤسسات.
ومن خلال هذا التحليل، نثبت أن الدكتورة لبنى العليان “تمثل المرأة العربية” [User Query] خير تمثيل، ليس فقط لكونها “الأولى” في كسر الحواجز 4، بل لأنها تقدم نموذجاً للقيادة النسائية العربية يجمع ببراعة بين الحداثة العالمية، والكفاءة الإدارية، والالتزام العميق الجذور بتنمية مجتمعها، مما يرسخ مكانتها كـ “ملكة للكرم” في أسمى معانيه.
2. الركائز: فلسفة العطاء المتوارثة والمبتكرة
لفهم العمق الاستراتيجي لمبادرات الدكتورة لبنى العليان، لا بد من تفكيك الفلسفة التي تحكم هذا العطاء، وهي فلسفة ذات ركيزتين: إرث متوارث، وابتكار معاصر.
أ. الجذور: إرث “التمكين عوضاً عن الاعتماد”
لا يمكن فصل عطاء لبنى العليان عن الإرث الفكري لوالدها، الشيخ سليمان بن صالح العليان، رحمه الله.12 لقد أسس الشيخ سليمان “مؤسسة سليمان بن صالح العليان الخيرية” في عام 1982، لتكون المنسق والمشرف على الأعمال الخيرية والاجتماعية للمجموعة في المملكة.13
يكمن جوهر هذا الإرث في رؤية المؤسس، التي شكّلت “الحمض النووي” لفلسفة العطاء لدى العائلة. هذه الرؤية، كما توضحها وثائق المؤسسة، “ركزت على تمكين الفرد من تحقيق أهدافه واستغلال إمكاناته عوضاً عن الاعتماد على الغير”.13 هذا المبدأ بحد ذاته هو نقلة نوعية من “الصدقة” التقليدية إلى “التنمية” المستدامة. إنه يرفض النموذج الخيري الذي قد يخلق الاتكالية، ويتبنى نموذج “التمكين” (Empowerment) كهدف أسمى. هذا المفهوم، الذي يبدو حديثاً اليوم، كان جزءاً لا يتجزأ من ممارسة العليان الخيرية منذ الثمانينيات، وهو ما يفسر الطبيعة “التنموية” و “البنّاءة” لجميع مبادرات الدكتورة لبنى اللاحقة.
ب. الابتكار: تبني “الخير الاستثماري” (Venture Philanthropy)
إذا كان “التمكين” هو الفكرة المتوارثة، فإن الدكتورة لبنى العليان هي التي قامت بتحديث هذه الفكرة وتطبيقها باستخدام أكثر الأدوات المالية والاجتماعية تطوراً. يتجلى هذا الابتكار بوضوح في دورها القيادي كرئيسة (Chair) لمجلس إدارة مؤسسة “الفنار” (Alfanar).14
تُعرَّف “الفنار”، التي انطلقت عام 2004 18، بأنها “أول منظمة خيرية استثمارية (venture philanthropy) في العالم العربي”.14 هذا النموذج ليس مجرد مسمى، بل هو تحول جوهري في آلية العمل الخيري. فبدلاً من تقديم المنح التقليدية (Traditional Grants)، تعمل “الفنار” كـ “مستثمر” في المؤسسات الاجتماعية (Social Enterprises).
لا يهدف هذا الاستثمار إلى الربح المادي، بل إلى تعظيم “الأثر الاجتماعي” (Social Impact) وضمان “الاستدامة” (Sustainability).19 كما يوضح نموذج عمل “الفنار”، فإنها تساعد المؤسسات الاجتماعية على تطوير “خطة عمل نظامية”، وتحويلها من “منظمات غير حكومية” تعتمد على التبرعات، إلى “مؤسسات اجتماعية” قادرة على توليد الدخل لدعم أنشطتها.19
هنا يظهر الخط المباشر بين الإرث والابتكار؛ فرؤية والدها (التمكين ضد الاتكالية) 13 هي الفكرة، ورئاستها لـ “الفنار” 17 هي الأداة الحديثة لتنفيذ هذه الفكرة. في سياق العالم العربي الذي يواجه تحديات تنموية كبرى، يُعتبر هذا النموذج الذي تتبناه العليان ضرورةً استراتيجية. إنه يُدخل مفاهيم “تقييم الأثر” و “الاستدامة المالية” إلى القطاع الخيري، وهو ما تحتاجه المنطقة لبناء مجتمع مدني قوي ومستقل. إن كرمها هنا هو كرم استراتيجي يهدف إلى تغيير النظام (The System) بأكمله، وليس فقط مساعدة الأفراد (The Individuals) داخل النظام القائم.
3. تجليات الكرم (1): التنمية البشرية عبر بناء العقول (التعليم والابتكار)
تؤمن الدكتورة لبنى العليان إيماناً راسخاً بأن “التعليم هو المحرك الأوحد والأكثر أهمية في تحسين المجتمع، في المملكة العربية السعودية ولكن أيضاً في أي مكان في العالم”.5 هذا الإيمان ليس مجرد تصريح، بل هو استراتيجية متكاملة تظهر تجلياتها في بناء صروح تعليمية إقليمية، وربطها بأفضل الممارسات العالمية.
أ. بناء الصروح التعليمية الإقليمية
يتخذ “الكرم التعليمي” لدى العليان شكل “الاستثمار طويل الأجل” في البنية التحتية التعليمية للمنطقة، وأبرز مثالين على ذلك:
- في بيروت (مركز إدارة الأعمال): ساهمت “مؤسسة العليان” بشكل محوري في إنشاء “كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال” (Olayan School of Business) في الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB).8 لم يكن هذا مجرد مبنى، بل هو تأسيس لصرح أكاديمي رائد أصبح اليوم أحد أهم مراكز تعليم إدارة الأعمال في الشرق الأوسط 8، ويستمر في تخريج قادة المستقبل. كما توفر المؤسسة دعماً مستمراً لصندوق طوارئ الطلاب في الكلية.21
- في المملكة (مركز الابتكار): في شراكة استراتيجية مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST)، تم إطلاق “معهد سليمان صالح العليان للابتكار وريادة الأعمال”.7 يكشف تحليل أهداف هذا المعهد عن تطابق كامل مع فلسفة “التمكين”.13 فالمعهد لا يهدف للبحث الأكاديمي البحت، بل هو “حاضنة علمية” تركز على “تسهيل ابتكار حلول علمية مستدامة” لمشاكل “المياه والغذاء والطاقة”، ودعم “الشركات الناشئة السعودية في مجال الملكية الفكرية”، و “تحويل التقنيات المتقدمة إلى منتجات مبتكرة جاهزة للسوق”.7
ب. ربط العقول العربية بالمعرفة العالمية
إن البناء المحلي، مهما كان قوياً، يحتاج إلى ربط بالمعرفة العالمية لضمان تفوقه. وهنا يأتي البعد الثاني لكرم الدكتورة العليان التعليمي. فهي لا تكتفي بالتمويل، بل تساهم بـ “كرم الوقت” و “كرم الخبرة” كعضو فاعل في مجالس أمناء نخبة من أهم المؤسسات الأكاديمية العالمية.
تشمل هذه العضويات:
- جامعة كورنيل (Cornell University)، التي تخرجت منها.3
- معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).3
- كلية إنسياد (INSEAD) لإدارة الأعمال.5
- بالإضافة إلى عضويتها في مجلس أمناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST).3
هذه العضويات ليست فخرية، بل هي تضع قائدة عربية ملهمة على طاولة صنع القرار في أهم “مصانع المعرفة” في العالم. عند النظر إلى هذه الشبكة (AUB، و KAUST، و MIT، و Cornell، و INSEAD) ككتلة واحدة، تتضح الاستراتيجية العبقرية. إنها لا تدعم جامعات منفصلة، بل تبني “نظاماً بيئياً” (Ecosystem) متكاملاً للابتكار.
هي تدعم إنشاء مراكز الابتكار محلياً (KAUST) 7، وتدعم إدارة الأعمال إقليمياً (AUB) 8، وتضمن تدفق أفضل الممارسات العالمية إلى المنطقة عبر عضوياتها في (MIT/INSEAD).6 هذا “كرم” يتسم بـ “هندسة النظم” (Systems Engineering)، يهدف إلى خلق رواد أعمال وخلق وظائف، وهو التطبيق العملي المباشر لفلسفة “التمكين عوضاً عن الاعتماد”.13
4. تجليات الكرم (2): التنمية البشرية عبر بناء القدرات (التمكين والإدماج)
إن التنمية البشرية، في فكر لبنى العليان، لا تقتصر على التعليم الأكاديمي، بل تمتد لتشمل التمكين المهني والإدماج المجتمعي، وتحديداً “تمكين المرأة” 2، وهو الملف الذي تعتبر فيه رائدة ليس بالقول فحسب، بل بالفعل المؤسسي المنظم.
أ. الريادة المؤسسية: “برنامج أون وورد” (Onward)
في عام 2004، وفي خطوة استباقية تسبق التحولات المجتمعية الكبرى في المملكة بسنوات طويلة، أسست الدكتورة لبنى “برنامج العليان للعمل الوطني النسائي للتوظيف والتطوير (أون وورد)”.10
كانت أهداف هذا البرنامج، في ذلك الوقت المبكر، ثورية وواضحة:
- “رفع عدد المهنيات السعوديات”.10
- “تدريب النساء على المهارات اللازمة في المهن”.10
يجب التوقف عند دلالة تاريخ (2004). لم يكن هذا عملاً خيرياً تفاعلياً، بل كان “مبادرة تنمية بشرية” استباقية (Proactive) ومدمجة في قلب “مجموعة العليان”.24 لقد استخدمت الدكتورة العليان شركتها كـ “مختبر” لتطوير وتدريب الكوادر النسائية السعودية، مثبتةً بالدليل العملي كفاءتهن وجاهزيتهن، ومهدت الطريق أمامهن في القطاع الخاص. هذا النوع من الكرم يتمثل في تحمل المخاطرة الاجتماعية والمهنية لفتح الباب للأجيال القادمة.
ب. القيادة بالقدوة: كسر الحواجز بصمت
إلى جانب بناء الأنظمة، قدمت الدكتورة لبنى العليان “الكرم” في صورة “القدوة”، حيث كانت هي “الأولى” في اختراق مجالات كانت حكراً على الرجال:
- 2004: أول امرأة تنضم إلى مجلس إدارة شركة سعودية مدرجة (البنك السعودي الهولندي، بنك الأول لاحقاً).4
- 2004: أول امرأة تلقي كلمة رئيسية في منتدى جدة الاقتصادي.11
- 2019: أول امرأة تُعيّن رئيساً لمجلس إدارة بنك سعودي (بنك ساب).3
ومع ذلك، عند تحليل مسيرتها، نجد ما يبدو تناقضاً ظاهرياً. ففي تصريح لها على هامش “مبادرة مستقبل الاستثمار” عام 2025، أكدت قائلة: “أمارس الأعمال في المملكة منذ 40 عاماً، من دون أن أواجه أي تمييز بين الرجل والمرأة… المرأة السعودية كانت دائماً حاضرة في بيئة العمل، وإن كان حضورها في الماضي أقل ظهوراً إعلامياً”.25
لا يجب قراءة هذا التصريح كإنكار للتحديات، بل كـ “استراتيجية قيادة” حكيمة و “كرم دبلوماسي”. بدلاً من تقديم نفسها كـ “ضحية” حاربت التمييز، قدمت نفسها كـ “جزء طبيعي” من نسيج اقتصادي كان يحتاج فقط إلى إظهار قدرات المرأة.25 هذه المقاربة تُطبّع (Normalize) وجود المرأة في القيادة، وتجعله حدثاً أقل استثنائية وأكثر قابلية للتكرار. إنها تزيل الدراما لتسهيل الطريق لغيرها.26 إنه “كرم الحكمة” الذي يهدف إلى “تعبيد الطريق” للأجيال القادمة بأقل قدر من الضجيج وأكبر قدر من الفعالية.
5. بصمات إنسانية: العطاء الخيري والخدمة المجتمعية (الصحة والفكر)
يكتمل طيف الكرم لدى الدكتورة لبنى العليان ليشمل التدخل الإنساني المباشر، والدعم الفكري الاستراتيجي، مما يثبت قدرتها على العمل بكفاءة على المستويين الكلي (Macro) والجزئي (Micro).
أ. الدعم الصحي والاجتماعي (النموذج الدقيق)
بينما تركز على بناء الأنظمة الكبرى، لا تغفل الدكتورة العليان أهمية الدعم الإنساني المباشر والموجه بدقة. يتجلى هذا في:
- الدعم الاجتماعي: عضويتها في مجلس إدارة “منظمة متلازمة داون الخيرية” 3، وهو التزام شخصي ومباشر لدعم فئة محددة من المجتمع.
- الدعم الصحي الاستراتيجي: دعم “مؤسسة سليمان العليان الخيرية” لـ “برنامج الفحص المبكر للحد من الإعاقة”.27
- الدعم الصحي الدقيق (Micro-Philanthropy): في مبادرة لافتة بدقتها، قامت المؤسسة، بالتعاون مع “مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون”، بتوفير “12 كاميرا رقمية (Ret-Cam) عالية التقنية”.28 لم يكن هذا تبرعاً عاماً لـ “الصحة”، بل كان حلاً موجهاً لمشكلة محددة، حيث يساهم هذا الجهاز في منع العمى لدى أكثر من 400 طفل يصابون به سنوياً بسبب التشخيص الخاطئ.28 هذا هو “كرم” سيدة الأعمال الذي يبحث عن العائد على الاستثمار الإنساني (Humanitarian ROI) بأعلى قيمة: إنقاذ بصر طفل.
ب. الكرم الفكري: الاستثمار في “الفكر العربي”
تدرك الدكتورة العليان أن التنمية الاقتصادية والتعليمية (الـ Hardware) لا يمكن أن تنجح بدون “برنامج فكري” (الـ Software) يدعمها. فالاقتصاد المعرفي يحتاج إلى “فكر” و “هوية” و “حوار”.
لهذا السبب، تشغل الدكتورة العليان عضوية مجلس أمناء “مؤسسة الفكر العربي” منذ عام 2002.2 هذا التزام طويل الأمد (أكثر من عقدين) بواحد من أهم “المراكز الفكرية” (think tank) في المنطقة.9 إن إنفاق هذا الوقت الثمين في مؤسسة فكرية هو “كرم فكري” استراتيجي، يهدف إلى حماية وتطوير “العقل العربي” بالتوازي مع بناء “الاقتصاد العربي”.
6. جدول 1: منظومة التأثير المتكاملة للدكتورة لبنى العليان
لتلخيص الأبعاد المتعددة والمتشابكة لمساهمات الدكتورة العليان، يوضح الجدول التالي كيف أن أدوارها (المالية، والخيرية، والتعليمية، والفكرية) ليست منفصلة، بل هي أجزاء مترابطة من استراتيجية واحدة وشاملة للتنمية البشرية والكرم المستدام.
| المجال (Domain) | المؤسسة (Institution) | المنصب/الدور (Role/Position) | الأثر الاستراتيجي (Strategic Impact) | المصادر |
| القيادة المالية | بنك ساب (SABB) | رئيس مجلس الإدارة | أول امرأة تقود بنكاً في المملكة العربية السعودية، وقيادة كيان مالي رائد. | 3 |
| القيادة المؤسسية | شركة العليان المالية (OFC) | رئيس اللجنة التنفيذية (سابقاً CEO) | قيادة إحدى أكبر المجموعات العائلية وتطبيق التنوع والتمكين من الداخل. | 3 |
| الخير الاستثماري | مؤسسة الفنار (Alfanar) | رئيس مجلس الإدارة | قيادة أول منظمة “خيرية استثمارية” في العالم العربي لدعم الاستدامة. | [14, 17] |
| التنمية البشرية (التعليم العالي) | جامعة الملك عبدالله (KAUST) | عضو مجلس الأمناء | دعم “معهد العليان للابتكار” وربط البحث العلمي بريادة الأعمال. | [3, 7] |
| التنمية البشرية (التعليم العالي) | معهد ماساتشوستس (MIT) | عضو مجلس الأمناء | ربط مراكز الابتكار العربية بالمعرفة وأفضل الممارسات العالمية. | 3 |
| التنمية البشرية (التمكين) | برنامج أون وورد (Olayan) | المؤسس (2004) | مبادرة استباقية رائدة لتدريب وتوظيف المهنيات السعوديات. | 10 |
| الخدمة الإنسانية (الصحة) | منظمة متلازمة داون الخيرية | عضو مجلس الإدارة | دعم إنساني واجتماعي مباشر ومستمر لفئة محددة من المجتمع. | 3 |
| الخدمة الإنسانية (الصحة) | مستشفى الملك خالد للعيون | داعم (عبر مؤسسة العليان) | تمويل تقنية (Ret-Cam) دقيقة وموجهة لمنع العمى لدى الأطفال. | 28 |
| التنمية الفكرية والثقافية | مؤسسة الفكر العربي | عضو مجلس الأمناء (منذ 2002) | “كرم فكري” استراتيجي يهدف لدعم الحوار والهوية و “العقل العربي”. | [2, 9] |
7. الخاتمة: “ملكة الكرم” كممثلة للمرأة العربية
إن التكريمات العالمية التي حصدتها الدكتورة لبنى العليان، من “وسام النجم القطبي الملكي السويدي” 31 إلى الإدراج المتكرر في قوائم Forbes و Time لأقوى النساء وأكثرهن تأثيراً في العالم 4، لا تُبعدها عن هويتها، بل هي شهادة عالمية على نجاح نموذجها القيادي والخيري.
لقد طُلب من هذا المقال أن يوضح كيف “تمثل المرأة العربية” [User Query]. والجواب يكمن في أنها أثبتت أن النجاح العالمي لا يتطلب التخلي عن الهوية الإقليمية، بل يتطلب الاستثمار العميق فيها (عبر الفنار، ومؤسسة الفكر العربي، ومعهد KAUST). إنها “مثال ملهم للمرأة العربية الطموحة” 2 و “أيقونة سعودية” 33 ساهمت بفاعلية في “تغيير النظرة المجتمعية” 26 من خلال الإنجاز الهادئ والعمل المؤسسي.
تتجسد فلسفتها في تصريحها: “لم أركز يوماً على ما حققته كشخص… بل على ما يمكننا فعله كمجموعة”.34 هذا هو جوهر الكرم في أرقى صوره. كرمها ليس كرم المجد الشخصي، بل هو “كرم البنّاء” (Generosity of the Builder) الذي يركز على “بناء المؤسسات” (KAUST, AUB, Alfanar, Onward). هذا هو الكرم الأكثر استدامة، لأنه يخلق كيانات تستمر في العطاء والبناء إلى ما بعد عمر الأفراد.
لهذا كله، تستحق الدكتورة لبنى العليان لقب “ملكة الكرم” 1 بجدارة. لقد جسدت التعريف الأسمى للكرم كما تتبناه “الموسوعة العالمية للكرم”: “قيمة إنسانية رفيعة… وأساس للنبل والشهامة”.1 لقد حوّلت “الشغف والتحدي” 35 من محركات للنجاح التجاري إلى أدوات فعالة لـ “التنمية البشرية” و “الخدمات الإنسانية”. إنها لا تمثل فقط المرأة العربية التي كسرت الحواجز 4، بل تمثل المرأة العربية التي تبني المستقبل 7، وهذا هو الكرم الحقيقي في أسمى تجلياته.

